وكالة الأنباء أوغادين

لمـــــحة عن تــــــاريخ أوجــــادين

يقع اوجادين في القرن الإفريقي حيث يحده شرقا الجمهورية الصومالية، وغربا إثيوبيا وجنوبا كينيا، وشمالأ جمهورية الجيبوتي والبحر الأحمر،
المساحة: تقدر مساحة اوجادين400 الف كيلو متر مربع تقريباً

السكان: لا يوجد إحصائيات رسمية لسكان اوجادين الواسع ،ولكنه يقدرما يقارب 7 مليون نسمة
إن شعب الأوجادين كان في حرية تامة من كل نواحي الحياة الرئيسية وكانوا أحراراً في دينهم وثقافتهم والتحاكم إلى دينهم قبل ظهور ثورة الدراويش التي ظهرت في القرن التاسع عشر .

ولكن الحكام الدين حكمت إمبراطورية أباسينيا والتي تتلقى الدعم المالي والمادي من الدول الغربية المسيحية أرادت أن تضم أراضي شعب أوجادين إلى امبراطوريتها ولكن بفضل من الله ومنه وقف رجال أبطال في وجه تلك الطموحات الغاشمة ومن بين هؤلاء الرجال الشيخ الإمام أحمد ابراهيم ( جري ) وكانت أول معركة دارت بينه وبين إمبراطوربية أباسينيا سنة 1531م وأعطاهم درساً لا ينسونه أبداً مما أجبرهم على أكل اللحوم غير المطبوخة خوفاً من جنوده إذا أوقدوا ناراً للطبخ ، وفي المدة التي كان فيها الإمام حياً لم تستطع الإمبراطورية أن تتقدم إلى شبر من أراضي الشعب الأوجاديني ولكن كما كانت عادة هذه الإمبراطورية أن تطلب الدعم من الدول الغربية أرسلت إليها حكومة البرتقال جنودها وحاربت مع جنود الإمبراطورية جنباً إلى جنب واستشهد الإمام أحمد جري في عام 1541م وبعدما دخلت دول غربية المستعمرة في قرن إفريقيا قامت الثورة التي كان يقودها السيد محمد عبد الله حسن وكانت بريطانيا تستعمر الشعوب الصومالية وخاصة شعب أوجادين وتعاملت مع هذه الشعوب معاملة لا إنسانية ، لم يستطع السيد محمد أن يكون مكتوف الأيدي تجاه هذه الهمجية التي تعامل بها بريطانيا شعبه وقام بثورته العظيمة وكانت أول معركة دارت بينه وبين بريطانيا عام 1895 م وأدت هذه الثورة إلى توقف أطماع بريطانيا وإيطاليا وإثيوبيا واستشهد السيد محمد في مدينة إيمي الواقعة غرب أوجادين وأشعل لشعب أوجادين والصوماليون مصباح الحرية ، ورغم استشهاده لم تتوقف الثورة وقامت بعدة ثورات ، وفي مطلع القرن العشرين من عام 1943 م أيام الحرب العالمية الثانية قامت الثورة التي كانت تقودها مجموعة من الشبان الصومالين وسميت S.Y.L ( منظمة الشباب الصومالي ) وكان من أهداف هذه الحركة تحرير الصومال الكبير من الإستعمار ، وفتحوا مقرات لهم من كافة أراضي الصومال ، وأخيراً استطاعت هذه الحركة إعادة الأمل إلى الشعب الصومالي .

وفي مطلع عام 1948 م إلى عام 1954 سلمت بريطانيا الأراضي الأوجادينية إلى أيدي الإثيوبين بناء على الإتفاقية التي وقعتها بريطانيا مع إثيوبيا سنة 1897 م وتعد هذه الخطوة الخيانة العظمى التي قامت بها بريطانيا في حق الشعب الأوجاديني وخالفت بريطانيا الإتفاقية التي كانت بينها وبين شعب أوجادين وتنص هذه الإتفاقية على ألا تسلم أراضيها أحداً بغير علم شعب أوجادين .
أما جمهورية الصومال ( الجنوب والشمال ) فقد وجدت إستقلالها في عام 1960 م بعدها دخلت الثورة الأوجادينية مرحلة جديدة مقتصرة على تحرير أراضيها وفي أواخر عام 1959 إندلعت في أوجادين ثورة داخلية حركة ( نصر الله ) وكانت تمهيداًَ لثورة حركة تحرير أوجادين والتي كان يقودها السلطان مختل طاهر وأسست هذه الحركة في عام 1963 وقد استطاعت هذه الحركة بعون الله أن تحرر قرى كبيرة من إقليم أوجادين من جنود الإحتلال .

ولما علمت الإمبراطورية بما فعلت هذه الحركة أرادت أن تغير وجه المعادلة وأن تستفز الحكومة الصومالية ، أرسلت إلى الحدود المشتركة بين البلدين جنودها ووقعت إشتباكات محدودة ( لتقول للعالم لا يوجد في أوجادين مقاومة وإنما المشكلة مشكلة حدودية بينها وبين جارتها ) .
وفي السبعينات أسست جبهة تحرير الصومال الغربي ( W.S.L.F ) في أوجادين وبدأت هذه الجبهة حربها ضد الإحتلال من عام 1976-1977 م مما أدى إلى سقوط معظم أراضي الأوجادين ، وكان معها القوات المسلحة الصومالية كافة ولكن الإثيوبين طلبوا من العالم التدخل بدعوى أن الحكومة الصومالية هي وراء هذه الحركات التي استولت على معظم أراضيها . وتدخلت الدول العظمى داعمة لإثيوبيا ، وأجبرت المقاومة والقوات الصومالية على الإنسحاب من الإقليم .

وبعد ذلك قامت نخبة من المثقفين والثوار من شعب أوجادين بتصحيح الأخطاء و إعادة الثورة إلى مجراها الصحيح .
وأصبحت جهورية الصومال عقبة كبيرة تجاه هذه المحاولة .

واعتقل رئيس جبهة تحرير الصومال الغربي السيد القائد محمد ديرية أوردوح لأجل ذلك أصبح من الضروري وجود حركة ثورية مستقلة تأخذ رأيها بدون تدخل خارجي تحل محل هذه الحركة التي اعتقل قائدها .

وبعد محاولات عديدة قام بها ثوار و مثقفوا شعب أوجادين أسست الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين من 15 أغسطس 1984 م و أن هذه الثورة تحمل خبرة ورثتها من الثورات التي قبلها .

وبعد سنتين من تأسيس هذه الحركة تصالح كلا من الجمهورية الصومالية والإثيوبية على أن تتنازل جمهورية الصومال من المطالبة بأراضي شعب أوجادين ، وفي عام 1991 م تحطمت الحكومة المركزية للصومال والحكومة المركزية في إثيوبيا .
وعاد الأوجادينيون اللاجئون من الأراضي الصومالية إلى بلدهم الأصلي .

ولقد استلمت زمام الأمور في إثيوبيا بعد تحطم الحكومة المركزية جبهة تحرير ( تجري T.P.L.F ) ناشدت ثوار القومين إلى اجتماع طارئ يتشاورون فيه بوضع قانون للبلاد في السنتين القادمتين وبعد هذه السنتين تقرر كل قومية مصيرها في الإستقلال .
نظمت جبهة تحرير أوجادين أول مؤتمر لها في مدينة ( كربو ) الواقعة في محافظة ( نوغب ) وفي أثناء المؤتمر اختارت الشيخ ابراهيم رئيساً للجبهة ، وفي عام 1992 م حدثت انتخابات لكافة قوميات اثيوبيا شكلت فيها حكومات ذاتية تستمر لسنتين .

وفي إقليم اوجادين حصلت جبهة تحرير أوغادين من الأصوات 84% ، وبعدما علمت حركة تحرير (تجري ) بفوز جبهة تحرير الأوجاين بهذه الأصوات قاموا بكل وسيلة تؤدي إلى تفشيل هذه الإنتخابات ومنها :
1- فرض الحصار الإقتصادي .
2- تسريح الشرطة في أواخر عام 1993 م .
3- ووضعوا دستوراً جديداً للإقليم بدون حكومة الإقليم وأدى هذا الدستور إلى قتل عدد من الشعب ومن المسؤولين .
4- بدؤوا بالحكم على الإعدام على بعض المسؤولين الذين انتخبوا من قبل الشعب أمام الجماهير ومن هذه الشخصيات مرا ليلي ( من

محافظة جودي ) ، محمد عمر تبة ( من محافظة قبردهر ) ، ديق محمود عرب ( من محافظة قبر دهر ) ، دولنة حسن جابنه ( من محافظة قلافة ) ، عبد الله حسني ( من محافظة وردير ) وشخصيات أخرى … .
5- بعد ذلك هاجموا رئيس جبهة تحرير الأوجادين الشهيد المحترم ابراهيم عبد الله محمد بعدما ذهب إلى محافظة وردير وقتل ما لا يقل عن 53 شخصاً .
6- حاولوا جمع أهل الحل والعقد واجبروهم على إصدار بيان ضد الجبهة وفي عام 1994 اجتمع البرلمان في جلسته الثالثة وأصدر بياناً يطالب فيه بإجراء استفتاء لتقرير المصير ولكن كان رد فعل الحكومة الإثيوبية بمهاجمة مقرات جبهة تحرير الأوجادين لأجل ذلك قررت الجبهة خوض معركة لتحرير البلاد من الإحتلال الجديد ، وفي عام 1994 أغلقت مقراتها في المدن الكبيرة من الإقليم . بدء من ذلك تخوض الجبهة معارك شرسة ضد الإحتلال في عام 1998 م عقدت الجبهة مؤتمراً في الإقليم وحاول الإحتلال تفريق المشاركين في المؤتمر ولكنه باء بالفشل . وفي نفس العام اندلعت الحرب بين اثيوبيا وارتيريا .

و تجدر هنا الإشارة إلى أنه قبل الـ 2005 م لم تكن تعترف الحكومة الإثيوبية بوجود مقاومة في إقليم أوجادين وكانت تحاول إخفاء هذه الحقيقة عن الرأي العام ، ولكن بعدما وقعت المعركة الكبيرة التي عرفت ( مندد ) اعترفت حكومة ملس زيناوي بوجود جبهة تحرير الأوجادين ولكي تضعف قوة الجبهة وتدخل في قلوب أنصارها اليأس والخوف دخلت حكومة ( تجري ) إلى جمهورية الصومالية ، ولكن الجبهة ازدادت قوة بعد قوة ولم تستفد اثيوبيا دخولها في الصومال إلا خساراً .
من بعد ذلك قامت الجبهة معارك متتالية منها : معركة عوبلة– دميس – علترة – وقوسية – جيحدن وغيرها من المعارك .

وبعدما تلقى الإحتلال هذه المعارك المؤلمة انتقم من الشعب ، بالقتل – والتشريد والإغتصاب – والحصار من كل نواحي الحياة .
أخيراً : إن ما يحدث في إقليم اوجادين لا يعلمه إلا الله ونسأل الله أن يعجل لهم الفرج وأن ينصرهم بجنود من عنده . ومما يجب الإنتباه له بعدما قدمنا لكم هذه الحقائق التي تتعلق بإقليم أوجادين أن هناك شعب صومالي يعاني من تدخل الإحتلال الإثيوبي والإقليمي والعالمي ونتمنى لهم الأمن والإستقرار .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أبو أدم
أكاديمى أوجادينى

Short URL: http://www.ogadennet.com/?p=49

Posted by on أكتوبر 10 2011. Filed under مقالات. You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Both comments and pings are currently closed.

Comments are closed

Photo Gallery

تسجيل الدخول | Copyright © 2009 - 2011 ogadennet.com